L’UJPA est l’union volontaire, le rassemblement de jeunes arabes dans l’immigration, qui veulent s’exprimer concrètement à travers des projets à court et à long terme. (...) En fonction de ses idées fondatrices et de ses objectifs, l’UJPA définit son cadre en posant cinq principes fondamentaux sans équivoque : l’UJPA est une organisation militante, progressiste, démocratique, autonome et d’action de masse. (...)

mardi, novembre 28, 2006

a la memeoire de saida MENEBHI :MARTYRE MILITANTE MARXISTE MAROCAINE


حول العاهرات بالمغرب ( مقال لم يكتمل)
تقديم :
سعيدة المناضلة ... سعيدة الشهيدة التي سقطت / انتصبت / بعد 40 يوما من إضراب على الطعام دفاعا عن الكرامة... وسعيدة المرأة, التي لم تستطع مشاكل السجن اليومية أن تنسيها الاهتمام بهموم وقضايا شعبها فاستطاعت من خلال نسج علاقات إنسانية مع السجينات, أن تكتب عن أكثر جوانب قضية المرأة إهانة وحطا للكرامة بالكراسة : العهارة ... فكان هذا المقال الذي لا يزال يحتفظ بكل أنيته, ننشره وفاءا لذكراها... ننشره ...كي لا ننسى...
يتولد الانحلال في مجتمع ما من طبيعة المجتمع نفسه, و يغذي النظام الرأسمالي باعتباره نظاما للاستغلال و الظلم الاجتماعي مختلف جوانب الانحلال ومنها الفسق و الدعارة في المجتمع الطبقي وفي ظل نظام فرضته الإمبريالية على الجماهير من أجل الحفاظ على مصالحها السياسية الاقتصادية , من الأكيد أن الدعارة و الرذيلة و الرشوة تشكل جوانب مرتبطة بهذا النظام الذي يعمل على نشرها وتشجيعها, وفي ظل سلطة لا وطنية يعاني الشعب من البؤس والشقاء, وتجمد أجور العمال وغيرهم وترتفع كلفة العيش بكيفية صاروخية, بحيث لم تعد بعض المواد الأساسية في تغذية الشعب في المتناول في حين تختفي مواد أخرى من السوق وتباع في الخفاء بأثمان باهظة وهكذا يصبح القوت اليومي للجماهير هو القمع والاستغلال والإهانة وتواجه كل النضالات البطولية للعمال دفاعا عن حقوقهم والفلاحين دفاعا عن أراضيهم والتلاميذ والطلبة والأساتذة دفاعا عن مكتسباتهم بالقمع الشرس ولن ننسى أبدا ردود الفعل المسعورة للحكم وأرباب العمل لمواجهة نضالات عمال جرادة والطلبة بالبيضاء في سنة 1965 كما لن ننسى أبدا عمليات اغتيال المناضلين الماركسيين –اللينينيين في المعتقلات السرية لكونهم اقتنعوا أن الإيديولوجيا الماركسية- اللينينية, إيديولوجيا كل الشعوب المستغلة, هي وحدها القادرة على تحرير البلاد من رقبة الإمبريالية وخادمتها الأمنية الفيودالية المحلية.
إن الدولة خدمة للطبقة السائدة تستعمل كل إمكانياتها من أجل الحفاظ على سيطرتها وبواسطة الدواليب الإدارية التي تتوفر عليها تقضي على الشعب وتنهبه وهكذا يقوم الملاكون العقاريون بسلب أراضي الفلاحين بواسطة القمع والاغتيال مما يؤدي إلى قطع مصادر عيش عدد لا يحصى من العائلات ويعرض أولادهم للجوع والأمية. إن التاريخ لم يعد ملكا للحاكمين ولم يعد من حق أشباه المؤرخين كتابة تاريخ الشعب الذي يمكن وصفه بالفاشي, لا يمكننا أن ننسى الاستغلال المزدوج الذي تتعرض له المرأة في هذا البلد المتخلف والتابع, ويتميز الواقع الخاص للمرأة المغربية بكونه يتضمن نوعية من الاستغلال(الاستغلال من طرف النظام كما هو الشأن بالنسبة للرجل والاستغلال من طرف الرجل), ويشكل ظاهرة اجتماعية تولدها بالضرورة أيضا طبيعة البنيات الاقتصادية- السياسية والاجتماعية القائمة ومن البديهي أن المرأة في ظل نظام بطريكي يعتبر كائنا دونيا لا يحق له أن يمارس حريته كإنسان مما ينتج عنه وضعها كقاصرة من فرضيات تربط وضعها التبعي "بدونيتها" الفيزيائية والفكرية المفترضة والتي تتدخل فيها عوامل إيديولوجية وثقافية.
فالفتاة الصغيرة منذ ولادتها يكون وضعها دون وضع أخيها فهي تخدم أباها وإخوتها أولا وزوجها فيما بعد, أما المدرسة فليست إجبارية ... وفضلا عن ذلك فإن الإيديولوجية الرجعية تشجع الأمية وخاصة بالنسبة للنساء... مما يبقى عقلية المرأة غارقة في المعتقدات المتخلفة عن العلوم وعن تطورها السريع وتقوم منظمات رجعية مثل الاتحاد النسوي بتعزيز عقلية الخضوع للرجل وللإيدولوجيا الرجعية مما يمكن من استغلال المرأة لأغراض سياسية محددة.
ولئن كانت العاهرة تبيع جسدها وتعاني أبشع أشكال العنف والتعذيب المعنوي فإن العاملة تبيع قوة عملها للرأسماليين وإن أجرها الزهيد لا يساوي أبدا أجر زميلها الرجل كما أنها لا تتمتع بالضمان الإجتماعي سواء كانت حاملا أو مريضة ومنصبها في العمل ليس مضمونا وقد تجد نفسها في حالة بطالة بعد هذه العطل الاضطرارية وفي حالة تعرضها لحادثة شغل فإنها لا تتمتع بأية تعويضات ويشكل المنع من التنقيب أحد الشروط الأساسية التي يفرضها أرباب المعامل, ولا تحصل على هذا الحق إلا بعد خوض نضالات مريرة إلى جانب العامل لكن المرأة المستقلة إقتصاديا ليست حرة في البيت, التدبير واتخاد القرارات المادية من صلاحية الرجل أما تربية الأولاد والقيم بعمل مسلب وغير مؤدى عنه فالمرأة وحدها هي التي تقوم به وهكذا تصبح صورة المرأة هي صورة الخادمة التي تدبر شؤون المنزل بكيفية مثالية أما الزوج فيتصرف كمسيطر وسيد مطلق, ومن العادي والمقبول أن تتعرض المرأة للضرب من طرف زوجها والبنت من طرف أبيها أو أخواتها.
ويؤدي الاستعمال الديماغوجي للدين إلى تعزيز إستغلال وإستيلاب المرأة واستعبادها.
لم نتعرض هنا إلا لبعض سمات الإستغلال المزدوج الذي تتعرض له المرأة إذا كانت هذه السمات هي الأكثر إثارة فإنها ليست الوحيدة, إن هدفنا ليس هو القيام بتحليل نظري لوضعية المرأة بل نرمي بكل تواضع ودون تناول كل جوانب الموضوع , إلى التطرق لظاهرة البغاء.
تضطر بعض النساء لممارسة الدعارة لأن عليهن إعالة عائلة كبيرة وتغذية وتمدرس أطفالهن ولقد أتيحت لنا إمكانية الاتصال المباشر مع العاهرات ولذا أردنا أن نبين للقارئ من خلال مساءلة العاهرات أنفسهن حول أصلهن الاجتماعي والأسباب التي دفعتهن لممارسة الدعارة وعن ردود فعل المجتمع والأسرة إيزائهن.
لم نعتمد أية استمارة وكان الاستجواب حرا, بل وفي أغلب الأحيان كن هن المبادرات بالحديث عن مشاكلهن, ولم نحاول تغيير أو إضافة أي شيء عما قلنه بل قمنا بترجمة أمينة لها وحاولنا استخلاص ما هو أساسي فيها... على أي, لا ندعي القيام ببحث حول العاهرات, ومنهجنا لا يستوفي شروط العلمية [...]
[...] تمارس 70 % من المعتقلات وتتراوح أعمارهن بين 17 و 40 سنة أغلبهن أميات وحتى من ذهبن للمدرسة لم يتجاوزن السنوات الأولى, وقد تحدثنا مع هذه الأخيرات لأننا نعتبر وصفهن كعاهرات أصعب وأكثر إهانة من وضع الأخريات... إنهن يبعن أجسادهن بدون أي مقابل ويتعرضن في الغالب لكثير من الإهانات والتعذيب الجسدي ويعمل المجتمع على نزع صفة الإنسانية عنهن, فما هو الوسط الاجتماعي الثقافي الذي ولدن فيه!
بالنسبة لمن يبتدأ في سن مبكرة 13-14 سنة: ازددن في عائلات فقيرة من أب عاطل وبسرعة تصبحن مضطرات لكسب عيشهن وعيش عائلاتهن, فتكون السرقة أولا ثم الدعارة وقد يضطرن لمغادرة المنزل بل وحتى المدينة تفاديا لبطش الأب, ويتم اعتقالهن في مراكز إعادة تربية الأحداث المنحرفين غير أنهن لا يمكثن كثيرا في هذه المراكز إذ يهربن بمجرد فعل اتجاه المعاملة السيئة التي يتلقونها من حراس يفتقرون إلى أدنى تكوين بيداغوجي وثقافي, يتوجهن نحو القوادين الذين يستغلونهن ماديا وجنسيا, وقد يعشن على أرصفة المدن, من أبواب المقاهي يمارسن السرقة والدعارة أو تجارات تافهة, ونعتبر النظام الذي يدفع بالشباب إلى تعاطي الخمور والمخدرات ويزج بمن قاومه في السجون هو المسؤول عن هذا الوضع.
ومنهن من تزوجن وهربن من حياة زوجية بئيسة أو تعرضن للاغتصاب في سن مبكرة وأدى الحياء والعار والخوف من المجتمع إلى تغيير مجرى حياتهن... وقد قمنا بجمع أقوال بعض العاهرات من هذه الفئة لأننا اعتبرناها الأكثر تمثيلية:
ليلى (20 سنة) كان أبي مقدما, وتوفيت أمي وأنا صغيرة وتزوج أبي من امرأة كانت تضربني أنا وإخوتي السبعة لما بلغت العاشرة من عمري جرحتها بسكين في وجهها, فتم اقتيادي إلى مخفر الشرطة ثم أرسلت للمركز وهربت من هناك لأنني كنت أتعرض لضرب مبرح.
فاطمة (19 سنة) كانت عائلتي فقيرة أبي خياط وأخواتي يعملن كخادمات عند الأغنياء.
عائشة (19 سنة) توفي أبي, بقيت وحدي مع إخواتي السبعة الصغار كنت بكرا وبدأت أخرج مع شاب كان يعرف كل شيء.
نجاة (17 سنة) أبواي فقراء ومطلقين لا أراهم أبدا, تكلفت خالتي الفقيرة بتربيتي واغتصبني شاب وأنا في سن الخامسة وغادرته ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش وحدي...)
دنيا (20 سنة) أبي مجنون وأمي شحاتة... لدي طفلين... لست متزوجة... أسوق بعض الأشياء الصغيرة لضمان قوتي اليومي ... أخرج مع أي كان ... كنت أريد قتل نفسي ...لقد سئمت هذه الحياة.
حدوش (45 سنة) أبواي غنيان لكنهم لا يساعدوني... توفي زوجي كنت أدمن على الخمر معه, أريد مالا لأشرب ... لدي طفلان
خديجة (30 سنة) عائلتي فقيرة جدا... ليس لدينا ما نأكل في البيت غادرت بيتنا في سن العاشرة, تعرضت للاغتصاب ولدي طفلان.
أثار المحنة كانت ظاهرة على وجوههن, وهن يتحدثن, نساء تعرضن للضرب والتعذيب سواء من طرف الرجال الذين تربطهن بهم علاقات قارة أو عابرة أو الذين يستغلونهن بدعوى حمايتهن أو من الذين يعتقلوهن ... أثار محاولات الانتحار تركت أثار واضحة على أغلبهن... الفئة الثانية من العاهرات التي اتصلنا بها, تنتمي للبورجوازية الصغيرة, منهن من وصلت الثانوي, لكن بعد الفشل المدرسي الناتج عن السياسة اللاشعبية والاستعمارية المتبعة في ميدان التعليم, كان المخرج الوحيد لهن هو الزواج, زواج مفروض في الغالب من طرف الأب, وهذا الشريك, في أغلب الحالات التي صادفناها لا يرضي طموح ورغبات الفتاة فهو إما مسن وغني لا ينسجم عاطفيا مع الفتاة وإما فقيرا لا يكون غنيا بما يكفي لتحقيق الطموحات البورجوازية لزوجته وبديهي أن هناك أسباب أخرى لعدم الانسجام وتلعب الحماة دورا سلبيا في هذه الأسر العرجاء فتتحول الزوجة إلى خادمة تقوم بكل الأعمال وفي حالة تمردها يحصل الطلاق وكل العاهرات من هذه الفئة نساء مطلقات أو غادرن بيت الزوجية وبما أنهن لا يتخلين عن أبنائهن اضطررن لممارسة الدعارة, وقد أخبرتنا هاته النساء, بوصول أعداد كبيرة من السعوديين الذين يبذرون أموال الشعب السعودي في بلد الشمس والنساء, هذه الفئة من النساء ترتدي أحسن الملابس وتتحول إلى خليلات لهؤلاء السعوديين الذين يكونون أسخياء عندما يتعلق الأمر بإرضاء رغباتهم الجنسية(إنهم يؤدون 300 درهم إلى 350 درهم وأكثر لليلة الواحدة).
شامة (20 سنة) عائلتي غنية, تتوفر على كل شيء غادرت المدرسة بسبب المرض فرض علي أبي الزواج من رجل لا أحبه, هربت ومازال يرفض تطليقي.
خديجة(23 سنة) أبي كان مقاوما , يتقاضى معاشا بالإظافة إلى أكرية بعض المنازل لأن زوجي لا يعطيني كل المال الذي أحتاجه بالإضافة لكونه يشك في, لي طفلة صغيرة أحبها وأدللها كثيرا.
فاطمة (17 سنة) أرغمني أبواي على الزواج من رجل غني طمعا في المال وبعد وفاة والدي رفض زوجي أن يساعد أسرتي (10 أفراد) فغادرت بيتي والتقيت بإحدى الصديقات التي كيف أحصل على المال.
خلافا للفئة الأخرى, لاحظنا أنه لا وجود لآثار عليهن, أنيقات, يتحدثن بالفرنسية, وأغلبهن يدرسن أطفالهن في مدارس خاصة, حاولنا أن نعرف أسباب تعاطيهن للدعارة, دون طرح أسئلة مباشرة فنحن نعلم أنه من الصعب جدا الحصول على عمل في بلدنا المتخلف إذ لا وجود لمعامل تحول المواد الخام المتوفرة لنا وتبقى بلادنا سوقا لمنتوجات الغرب والولايات المتحدة والهدف من ذلك هو الحيلولة دون التطور العددي لطبقة عاملة تتصدر كل تغيير اجتماعي جذري, وفضلا عن ذلك تتضاعف البطالة والهجرة أيضا... لكل هذا النساء أيضا لا يجدن عملا خصوصا وأغلبهن لا يتوفر على أي تأهيل أو تكوين للقيام بأعمال ولو يدوية, بالنسبة لهذه النقطة, لم نميز بين الفئتين و سنرى من خلال ما يقلن, أنهن لا يستطعن ضمان أي شيء وأن تكاليف الحياة غالية.
السعدية (20سنة)أتعاطى للدعارة لأعيش, إذا وجدت زوجا ينفق علي توقفت عن ذلك وعندما أزور أبي وزوجته, ألبس لباسا أنيقا وأساور من ذهب, إن أبي يعتقد أني أشتغل, أين؟ عند الأغنياء؟ إنهم يشغلوننا كدواب مقابل قروش.
فاطمة (19سنة) لأعين والدي وأخي المدمن على الخمر...أشتغل؟ أنا لم أذهب للمدرسة ولا أعرف أي شيء.
مليكة (23سنة) أمي أجريت عملية كلفت الكثير من المال...الأدوية غالية...إذا اشتغلت لن أتمكن من إنقاذها.
زبيدة (26سنة) أؤدي 200 د شهريا لمدرسة ابني, أريده أن يكون متعلما, إنه أملي الوحيد, في الحياة, ليس لدي أي شيء آخر, إلا إذا أنقذني الله بزوج أو عمل.
عائشة(20سنة)إذا اشتغلت لن أربح شيئا, فمن يؤدي ثمن الكراء, الملابس من يقدم المال لصديقي.
حادة(36سنة) لدي 6 أطفال, أشتغل كعاملة موسمية في أحد معامل التصبير أجري لا يكفيني.
يامنة (19سنة) لدي طفلين, 7 إخوة, كنت أبيع بعض السلع, المصاريف كثيرة والأرباح قليلة..."
ما هي الحلول التي يقدمها الحكم اللاوطني؟ لا شيء, القمع, ماذا تلاقي هؤلاء النساء: رفض واحتقار المجتمع وما مصير هؤلاء الأولاد: يتحولون إلى أحداث منحرفين ليس إلا.
باعتماد الديماغوجية, من السهل, التأكيد أن الدعارة غير موجودة وأن ثمة حرب معلنة لكنها حرب معلنة ضد أبناء الشعب هم الذين يوجدون خلف القضبان في حين أن المجرمين الحقيقيين هم الذين يسمحون بنهب خيراتنا المعدنية من طرف الشركات الكبرى الرأسمالية... وفضلا عن ذلك يعمل الحكم على تشجيع الإدمان على الخمر والمخدرات لصد الوعي الشعبي عن مواجهة المشاكل الحقيقية [...] والكل يعلم من المسؤول عن فتح دور الدعارة وتدمير المنازل الشعبية في وسط البيضاء من أجل تشييد الفنادق الفاخرة التي تكون وكرا للانحلال والدعارة, كما أن الكل على بينة من الذين يرتادون نوادي الأبيض المتوسط والأماكن التي تفضلها البورجوازية العفنة على أية حال, ليست هذه الفئة من النساء المضطرة لبيع أجسادها لضمان عيشها وعيش عائلاتها, ومع ذلك تتم محاكمتهن وتصدر في حقهن شهور من السجن, ويعدن له بعد مغادرته لأن هذه المشاكل الحيوية تبقى بدون حل لكل أشكال الاستغلال على كافة المستويات في حياتهن اليومية وحتى عند اعتقالهن ولسنا في حاجة إلى تبيان مدى انتشار الرشوة في المغرب مع أننا لم نطرح الرشوة, فقد بادرت هاته النسوة بالحديث عنه: *
«كانت معنا فتاة, غنية وتملك سيارة , دفعت سلسلة ذهبية فأطلق سراحها... »
«دفعت خاتمين من الذهب مقابل الخدمات البسيطة التي كانت تقدم لي: شراء سجائر, أخبار عائلتي... »
« اقترحت دفع 500 درهم ليطلق سراحي غير أن ذلك لم يكن كافيا... »
«لم أعتقل بتهمة البغاء تم اعتقالي صحبة فتاة أخرى بدلا من اعتقال عاهرتين لأن عاهرتين دفعتا المال... »
نعتبر أن هذا كاف ولا ضرورة للمزيد لان ذلك سيؤدي إلى تكرار ممل بالنسبة للقارئ.
كنا نود مسائلتهن حول تطلعاتهن وأحلامهن في المستقبل إلا أننا لاحظنا, من خلال حديثنا معهن, أن المستقبل غامض بالنسبة لهن مع أولادهن, إلا أننا مع ذلك لمسنا بداية وعي تلقائي, يتكون, إنهن يعرفن من هم أعداؤهن ويدركن أن الدولة دولة فاسدة وجائرة على حد تعبيرهن غير أنهن لا يعرفن ما هي الحلول التي يمكن تقديمها " ماذا تريدين, تلك هي الحياة" لقد أوكلن أمرهن للزمن, وهن يعتقدن بأنه كفيل بتغيير الأشياء بدون أي فعل, لكننا أحسسنا أن حدقهن واحتقارهن للمستغلين كبير[...]
والخلاصة, في اعتقادنا أن وضعية المرأة لن تعرف أي تغيير في وضعية استغلالها المزدوج إلا من خلال امتلاك الوعي الطبقي والعمل من أجل التغيير الجذري للمجتمع وبناء مجتمع اشتراكي تتمتع فيه المرأة بحقوقها المتمثلة في المساواة التامة مع الرجل ومساهمتها في الإنتاج والمشاركة في الحياة السياسية للبلد, إن تحرر المرأة يشكل جزءا من تحرير المجتمع ككل, وهذه المهمة لا تعود إلى الرجل فقط أو إلى المرأة بل لكل المجتمع وعلى رأسه الطبقة العامة مع الفلاحين..